فى ذكرى رحيل عبد الناصر.. فنانون جسدوا دوره ببراعة



الزعيم جمال عبد الناصر 

تأتى ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر هذا العام لينقضى أربعون عاما على وفاته فى 28 سبتمبر لعام 1970..

لم يهمل صناع السينما والتليفزيون تاريخ الزعيم الكبير، حيث كان له النصيب الأكبر من أعمال السيرة الذاتية، ويعتبر تجسيد شخصية عامة على شاشة السينما أو شاشة التليفزيون مخاطرة كبيرة لأى فنان لأنها سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن ترفع من شأنه الفنى إذا أجاد تجسيدها..

الأمثلة عديدة ولا حصر لها، بداية من تجسيد العبقرى الراحل أحمد زكى لشخصية عميد الأدب العربى "طه حسين" ونهاية إلى تجسيد الفنانة "سولاف فواخرجى" لشخصية "كليوباترا"..

والقائمة كبيرة وبها أسماء عظيمة وعملاقة، لكننا نخص بالحديث الفنان "أحمد زكى" ذلك العملاق الذى جسد أكثر من شخصية ما بين أدبية وتاريخية وفنية حتى أن بدايته جاءت على المسرح من خلال التقليد فى مسرحية "هالو شلبى" والتى قلد فيها ببراعة شديدة وموهبة الفنان الراحل محمود المليجى، لكن أهم شخصية جسدها وهى شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى فيلمه "ناصر 56" ذلك الدور الذى يعد علامة فارقة فى تاريخ أحمد زكى، على الرغم من أن الفيلم يعد من أعماله الأخيرة، لكنه كان عملا مميزا برع فى إخراجه المخرج الكبير محمد فاضل،
فقد أدى الدور ببراعة من خلال حركة وطريقة كلامه وبساطة وتواضع الرئيس عبد الناصر دون زيف أو مبالغات..

تجسيد أحمد زكى لشخصية ناصر كان بمثابة كلمة الافتتاح فى السيرة الذاتية للزعيم الراحل، ففتح شهية العديد وشجعهم على إعادة التجربة، حيث قدم الفنان خالد الصاوى نفس الشخصية فى فيلمه "جمال عبد الناصر" إنتاج عام 1998 للمخرج أنور القوادرى، ولكن الفيلم لم يأخذ حقه فى الدعاية الكافية حتى رفع من دور العرض ولم يحقق النجاح المطلوب..

وعلى الرغم من توافر عوامل النجاح المطلوبة للعمل، فإن "الصاوى" فنان لا غبار عليه، كما عاونه الفنان هشام سليم فى أداء دور "عبد الحكيم عامر" والفنانة عبلة كامل فى دور "تحية عبد الناصر" وجميل راتب فى دور الرئيس "محمد نجيب" إلا أن تلك العوامل لم تشفع لنجاح الفيلم..

ولكن سرعان ما برز على ساحة "ناصر" الفنية فنان آخر متمكن وهو رياض الخولى الذى يرى البعض أنه أفضل من جسد شخصية الزعيم من خلال مسلسل "أم كلثوم" للمخرجة القديرة إنعام محمد على، فهو لم يقم بتقليده فى حركته وكلامه بل عمل على روحه من خلال رصانة وهدوء الشخصية، ومن عوامل نجاح" الخولى" هو أن المسلسل لم يكن يخص جمال عبد الناصر بل كان الزعيم جزءا من المسلسل الذى كان يسرد حياة "كوكب الشرق" أم كلثوم حتى جاء على لسان إحدى بنات الزعيم الراحل أن "رياض الخولى" هو أفضل من جسد دور والدها..
وأخيرا، نرى التجربة الناصرية الفنية الرابعة، والتى تعتبر من أنضج التجارب السابقة وهى تجربة مجدى كامل، الذى جسد شخصية الزعيم فى مناسبتين، الأولى من خلال "العندليب" وقد مكنه أداؤه من تشجيع الكاتب يسرى الجندى والمخرج باسل الخطيب على اختياره مرة أخرى لتجسيد سيرة ذاتية خاصة بعبد الناصر، وذلك فى مسلسل "ناصر" الذى عرض منذ ثلاثة أعوام حيث اعتمد على "كاريزما" الزعيم المعروفة وحماسته فى خطبه..

ويعتبر مجدى كامل أفضل من جسد الشخصية بجميع تفاصيلها منذ مرحلة الشباب وحتى الوفاة، وقد استفاد من تجربته فى "العندليب" ليتفادى أخطاءها فى العمل الجديد، ونرى أنه فى حالة مجدى كامل كان تجسيد الشخصية فى صالح الفنان، فقد رفع العمل من شأنه لتتوالى عليه البطولات المطلقة بعده

0 التعليقات: