الرئيس الاندونيسي يسعى لكسب تأييد قلب جزيرة جاوة


الرئيس الاندونيسي يسعى لكسب تأييد قلب جزيرة جاوة

اضغط للتكبير

الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو خلال مسيرة في سولو يوم الاثنين. تصوير: دوي اوبلو - رويترز


طوال عشر سنوات أعقبت تطبيق الديمقراطية في اندونيسيا ظل بيني أدوينسياه يصوت دائما لمرشح الحزب الديمقراطي-النضال الذراع السياسية للرئيس السابق ميجاواتي سوكارنوبوتري.

وتقع مدينة سولو وهي معقل لميجاواتي في جاوة الوسطى. لكن نفوذ ميجاواتي في هذه المنطقة المهمة قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثامن من يوليو تموز بدأ يخفت لان اندونيسيين مثل أدوينسياه يثنون على الاصلاحات التي أجراها الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو والتي كافحت الكسب غير المشروع وأدت الى انعاش النمو الاقتصادي.

وقال "أثبت نفسه كشخص يعرف ما يفعله لذا فسأنقل دعمي اليه."

وحقق يودويونو أول رئيس اندونيسي منتخب بشكل مباشر أعلى نمو اقتصادي في غضون عشر سنوات وأعطى مسؤولي مكافحة الكسب غير المشروع في واحدة من أكثر دول العالم فسادا مطلق الحرية في ملاحقة العشرات من مسؤولي الحكومة والعاملين في البنك المركزي ومن بينهم أحد أصهاره.

ويتنافس يودويونو أمام ميجاواتي ابنة سوكارنو أول رئيس لاندونيسيا وهي ميزة أقرب الى المكانة الملكية في هذا الجزء من البلاد كما يتنافس أمام يوسف كالا وهو رجل أعمال يتولى حاليا منصب نائب الرئيس. وتجرى الانتخابات الشهر المقبل ومن المرجح كثيرا أن يفوز يودويونو بهذه الانتخابات.

ويهتم المحللون السياسيون جدا بما يحدث في هذا الجزء من أرخبيل الجزر الاندونيسية الشاسع على اعتبار أن نحو 60 في المئة من تعداد سكان البلاد البالغ 226 مليون نسمة يعيشون في جزيرة جاوة التي تقع مدينة سولو الملكية في منتصفها بالضبط.

وقال كيفين أورورك وهو خبير في المخاطر في جاكرتا "جاوة الوسطى ستكون مؤشرا لجميع أنحاء جاوة وجاوة كلها هي المركز السياسي للبلاد. فهناك يوجد الناخبون خاصة الناخبين الذين يتمتعون بدرجة من الوعي."

ورزقة نور فوزي طالبة في سولو تدلي بصوتها للمرة الاولى في الانتخابات المقبلة وتمثل الكثير من الاندونيسيين الذين أصبحوا يطلقون الاحكام بشكل متزايد على السياسيين على أساس سياساتهم وليس شخصياتهم.

وقالت "أصيب العديد من الاشخاص هنا بالاحباط من فترة تولي ميجاواتي الرئاسة. توقع كلنا الكثير لكنها لم تغير كثيرا في واقع الامر."

وأدت تحقيقات مهمة أجرتها مفوضية القضاء على الفساد الى اقتناع الكثير من الناخبين بأن الرئيس الحالي جاد في مكافحته الفساد الذي لا يؤثر فحسب على الاندونيسيين العاديين في حياتهم اليومية لكنها تضر أيضا بالاستثمارات الاجنبية وتؤثر في التنمية الاقتصادية.

وأثار يودويونو الهتافات والصيحات في استاد مزدحم في سولو يوم الاثنين عندما قال "حكومتنا نظيفة وتعمل بجد ولا يشينها فساد ولا محاباة."

وقالت ميلانياتي سريجار وهي ربة منزل في سولو تعاملت مثل الكثير من الاندونيسيين مع أشكال الفساد "بدأ الحزب الديمقراطي-النضال في احداث تأثير. أطلقت ميجاواتي هذا التأثير لكن يودويونو هو من طبقه."

وأضاف "طلب مني دفع رشوة حتى يلتحق ابني بالمدرسة التي أردت الحاقه بها. وكلفني الامر 1.5 مليون روبية (147 دولارا). الفساد مشكلة كبيرة وهو في كل مكان."

وفي ضوء الازمة المالية العالمية يولي الكثير من الناخبين الاندونيسيين النمو الاقتصادي أهمية كبيرة مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود ونقص الوظائف بين قضايا أخرى مهمة.

ووعد يودويونو الذي كان وزيرا للمالية ومحافظا للبنك المركزي بالمضي قدما في مشاريع بنية تحتية تحتاجها البلاد بينما يوفر نقودا للفقراء في بلد لا يوجد فيه نظام للرعاية الاجتماعية.

وخسرت ميجاواتي انتخابات عام 2004 أمام يودويونو عندما وعد بالتركيز على النمو وايجاد فرص عمل والقضاء على الفساد. وتروج ابنة سوكارنو "لاقتصاد الشعب" مع التركيز على الزراعة وتفضيل الاستثمارات المحلية على الاجنبية ووقف الاقتراض من الخارج.

ويقول كالا ان بامكانه تحقيق معدل نمو يصل الى ثمانية في المئة بحلول عام 2011 وذلك من خلال "اقتصاد وطني مستقل."

وفاز الحزب الديمقراطي-النضال بالانتخابات العامة في التاسع من ابريل نيسان بعدما حصل على خمس الاصوات وبزيادة 7.5 في المئة عن النسبة التي حصل عليها عام 2004.

ولا يزال لميجاواتي الكثير من الانصار المخلصين ليس فقط بسبب والدها. وينجذب بعض الناخبين للوعود التي تقطعها ميجاواتي وكالا باعادة صياغة العقود مع الشركات الاجنبية لاستغلال الموارد حتى تجني اندونيسيا المزيد من المكاسب.

من سوناندا كرياج

0 التعليقات: